علم البيان وأثره في تفسير القرآن الكريم
Main Article Content
Abstract
يُقدم علم البيان، باعتباره فرعًا متكاملًا من علم البلاغة، نموذجًا تأويليًا أساسيًا في كشف الأبعاد الرمزية والمجازية لمعنى القرآن الكريم. وتبحث هذه الدراسة بعمق في كيفية عمل علم البيان ليس فقط كأداة بلاغية، بل أيضًا كأداة معرفية تُمكّن القراء من سبر أغوار نص الوحي. ومن خلال نهج تأويلي-بلاغي نوعي وتحليل مضمون، تدرس هذه الدراسة أشكال التشبيه والاستعارة والمجاز والكناية في القرآن الكريم وتداعياتها الفلسفية والروحية في تراث التفسير. وتُظهر النتائج أن علم البيان يُمثل مفتاحًا معرفيًا يحول دون التأويل الاختزالي الحرفي، ويفتح مجالًا للتفسير الشامل والديناميكي والسياقي. علاوةً على ذلك، يلعب علم البيان دورًا استراتيجيًا في تعزيز جماليات وروحانية قراءة القرآن الكريم، فضلًا عن كونه جسرًا بين تراث التفسير الكلاسيكي والتأويلات الحديثة. وهكذا، فإن علم البيان ليس مجرد فرع من فروع اللغويات، بل هو أساس منهجي حيوي في بناء وعي قرآني شامل وجمالي ومتعالٍ. توصي هذه الدراسة بإحياء علم البيان في مناهج التربية الإسلامية لتجنب جفاف فهم النصوص، وإثراء التجربة الدينية للناس من خلال جمال لغة الوحي.